ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ**زغبُ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ ؟
للشاعر المخضرم / الحطيئة
الاخوة والاخوات رواد وزوار منتدانا العامر بوجودكم دوماً وأبدا.
أسعد الله أيامكم بكل خير.
اليوم نحن فى ضيافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه والشاعر المخضرم الحطيئة .
فمن هو الحطيئة ؟ هو أبو مُلَيْكة جرول بن أوس بن مالك العبسي من عبس شاعر مخضرم ولد فى الجاهلية وادرك الاسلام واسلم فى عهد سيدنا ابوبكر الصديق، وكان شاعرنا فى ضنك من العيش ولذلك لجأ الى قرض الشعر ليسد به حاجته وقوت اولاده . وقد تميز جُل شعره بالهجاء وقيل انه يهجو أى كان وقيل انه هجا ابوه وامه ومبالغةً قيل انه هجا حتى نفسه .
فى يوم من الايام تقدم الزبرقان بن بدر التيمى وكان يعمل فى بيت المال منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . بشكوى لأمير المؤمنين ان الحطيئة هجانى . فقال له امير المؤمنين ماذا قال لك . قال الزبرقان قال فى هذا البيت:
دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغيتها** واقعـدْ فإنّك أنـت الطاعمُ الكاسي
فقال له أمير المؤمنين هذا عتاب وليس بهجاء . اصر الزبرقان على ان البيت هجاء وليس عتاب . وفى هذا استدعى امير المؤمنين حسان بن ثابت فسأله فيما تقول فى نوع هذا البيت . قال له حسان ان هذا البيت هجاء . فأمر امير المؤمين بحبس الحطيئة.
فلما كان للحطيئة صغار يعولهم ظل يستعطف امير المؤمنين ليخرج من الحبس وذلك بان يرسل اليه ابيات من الشعر ابيات تلو الابيات ولكن أمير المؤمنين لم يأبه به إلى أن وصل لأمير المؤمنين بيت شعره الحطيئة الشهير والابيات التى تليه :-
ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ زغبُ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ ؟
غادرْتَ كاسبَهم في قعر مُظلمة
فارحم هداك مليكُ الناس يا عمرُ
أنت الإمامُ الذي من بعد صاحبه
ألقى إليك مقاليدَ النُّهي البشرُ
لم يؤثروك بها إذ قدّموك لها
لكن لأنفسهم كانت بك الأثرُ
فامنن على صبيةٍ بالرَّمْلِ مسكنُهم
بين الأباطح يغشاهم بها القدرُ
نفسي فداؤك كم بيني وبينَهُمُ
من عَرْضِ واديةٍ يعمى بها الخبرُ
فأمر أمير المؤمنين به وقال له سنتركك ولكن لاتعود الى ما كنت عليه من هجاء للناس وان تترك المقذع فى الكلام . فقال له الحطيئة : وما المقذع ؟ قال له أمير المؤومنين أن تخاير بين الناس وتقول فلان خير من فلان ، وآل فلان خير من آل فلان ! فقال له الحطيئة إنك أهجى منى أيها الأمير . فقال له عمر لولا أن تكون سنة لقطعت لسانك ! فاشترى عمر منه أعراض المسلمين بثلاث آلاف درهم وأخذ عليه عهداً أن لا يهجو أحداً بعد ذلك . فقيل انه عاد الى هجاء الناس بعد استشهاد أمير المؤمنين رضى الله عنه .[center]