يقول الله تعالى في كتابه الكريم وهو اصدق القائلين (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
كمدخل فقـــط : نلاحظ في وقتنا الراهن أنّ مرض حب الظهور و إقبال على الذات بدأ يشيع في مجتمعاتنا ، إذ أنّ الغني اذا اراد ان يصدق في سبيل الله عليه ان يبدي صدقته لكي يتلاقى المدح و الإعجاب من الآخريـن إذا لم يكن ذلك سوف لن يصدّق و هذا العمل ينعدم فيه الاخلاص هذا ما سنحاول توضيحه في بضعة اسطر بسيطة إذا وفّقنا الله لذلك
← ما هي شروط العمل الصالح
الشرط الاول : يجب أن يكون ذلك العمل الذي أقوم به ضمن مقتضيات الشرع الاسلامي ، لا يمكنه أن يكون وفق الاجتهادات الشخصيـة او ناتج عن رغبات النفسيـة ... الخ
الشرط الثاني : و هو جوهر و لب العمل و هو القصد ، النيــة ، الاخلاص لله تعالى حيث لا يمكن الانتفاع بذلك العمل إذا لم يكن لوجه تعالى كما قال رسول لله صلى الله عليه و سلم ( انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى) إذ العمل بدون النية و القصد به وجه الله سبحانه سبحانه لا يقبل لهذا نجد النية ركن أساسي في اغلب الفرائض إن لم يكن كلها لهذا عدّها علماءنا رحمه الله ثلث الدين
و نسرد بعض النماذج اخلاص في العمل و عكس ذلك
المثال الاول : عندما اراد سيدنا ابراهيم و ابنه سيدنا اسماعيل عليهم السلام و الصلاة بناء بيت الله رفعا ايدهم الى الله لكي يتقبل منهما العمل الذي فعلوه بقوله تعالى (واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم)سورة البقرة آية 127
المثال الثاني: عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (اول من تسعر بهم النار يوم القيامة عالم ومجاهد ومنفق اما العالم فيساله الله يوم القيامة عن علمه فيقول يارب تعلمت العلم وعلمتة للناس فى سبيلك فيقول له الله عز وجل : كذبت تعلمت العلم ليقال انك عالم وقد قيل فيامر الله فياخذ الى النار اما المجاهد فيساله الله عن جهاده فيقول يارب قاتلت فى سبيلك لتكون كلمتك هى العليا فيقول له رب العزة :كذبت قاتلت من اجل ان يقال انك شجاع وقد قيل فيامر الله فياخذ الى النار اما المنفق فيساله رب العزة عن ماله فيقول يارب انفقته فى سبيلك فيقول له رب العزة : كذبت انفقته ليقال انك جواد كريم وقد قيل فيامر الله فياخذ الى النار)
نلاحظ أنّ هذه الأصناف الثلاثة من الناس لم يخلصوا لله عز و جل ارادوا الوصول الى المبتغى بمرضات الناس و مدحهم لهم و ليس بقصد وجه الله و عياذ بالله
يوجد هناك عدة نماذج اخرى و نكتفي بسرد المثالين السابقين
خلاصـة : في الاخير يجب ان ننبه أنّ الرسول صلى الله عليه و سلم لم يخف على امته الشرك الاكبر و هو الرجوع لعبادة الاصنام و الاوثان و لكن خاف عليها بما يسمى بالشرك الاصغر و هو الرياء اللهم نجينا قلوبنا منه الرياء هو عدم الاخلاص في العمل لله و هو ان تفعل عمل من اجل ثناء الناس و هذا لا يقبل و لهذا يقال أن من علامات الاخلاص في أن تقبل مدح و قدح الناس .
قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ~ دروس و نتائج